السرطان الناسك
يغطي عادة حسم سلطان الماء ، درع كلسي صلد ، إلا انه يفتقر
إلى تلك الحماية في الجزء الخلفي من جسمه ، و هو جزء "طري" و معرض لخطر . و يحمي
السرطان بطنه . التي تحتوي على أعضاء هامة مثل الكبد . بإدخاله في صدفه حيوان آخر
كالحلزون . ولتحقيق هذا تنحني بطن السرطان حتى تدخل في تجويف الصدفة التي هجرها
حيوانها الأصلي .و يحمل المنحنى الخارجي للبطن ، بعض الزوائد القصيرة التي يمكن
السرطان من التشبت بالسطح الداخلي للصدفة ، كما يقوم الزوجان الرابع و الخامس من
الأرجل بنفس تلك الوظيفة .
اشتق هذا السرطان اسمه ، من "النساك" وهم الأشخاص
الذين يخلون إلى أنفسهم في الصحراء للعبادة ، و يعيشون عادة في كهف صغير يطلون عليه
"الصومعة" و من هنا جاء هذا الاسم اللطيف و المثير للسرطان الذي يعيش وحيدا في
"صدفته"
أثناء السير ، يجر السرطان الناسك "بيته" معه . و في الماء يقل وزن
الصدفة ، بسبب قوة دفع الماء إلى أعلى ، و هكذا يتمكن السرطان الناسك ز بالرغم من
جمله الملازم له . من التحرك بنشاط و حيوية . وعند مواجهة الخطر ، ينسحب السرطان
الناسك إلى داخل صدفته إلى أقصى عمق بها ، مسخدما كلابته الكبيرة (مخلب ضخم) لحراسة
المدخل .
و عندما ينمو السرطان الناسك و يزداد حجمه ، لا تتسع الصدفة لجسمه و من
ثم فانه يبحث عن صدفه اكبر ، و عندئذ يقوم بإخراج ساكنه منها بالقوة ثم يبادر
السرطان بسرعة و "عصبية" في الدخول إلى بيته الجديد .
و كثيرا ما تنمو الكائنات
البحرية المرجانية ، على سطح صدفة السرطان الناسك مكونة طبقة بنية خشنة عليها ، و
تستفيد الكائنات المرجانية من فتات وجبات السرطان الناسك كطعام لها ، بينما يستفيد
السرطان من الحماية التي توفرها الخلايا المرجانية الشائكة أو اللاسعة .
يستضيف
السرطان الناسك أحيانا ، الإسفنج أو شقائق البحر ، و توفر له تلك "الضيوف" الحماية
، وذلك بإخفائه من عيون أعدائه ، و عندما ينتقل السرطان الناسك إلى صدفة جديدة ،
فانه يزيل تلك الكائنات البحرية من الصدفة القديمة ثم "يزرعها" على الصدفة الجديدة!