[ فرس البحر في خطر ]
فرس البحر نوع من الأسماك من ذوات الظهر الشائك، إلا أن وجهه الذي يشبه الحصان، وطريقة سباحته العمودية الغريبة، وذيله الدقيق، هو ما جعله مثار إعجاب الناس على مدى قرون عديدة. بل وأدى إلى تنظيم الأشعار ورواية الأساطير عنه
لكن علماء الحيوان يحذرون من أن هذه الأساطير ربما تكون أخر ما تبقى لنا من هذا الحيوان الجميل إذا لم نتوخ الحذر ونتوصل لطرق لوقف الانخفاض الحاد في أعداده
ويعتقد أن بعض تجمعات هذا الحيوان انخفضت إلى النصف خلال خمس سنوات بل إن إحدى سلالات فرس البحر الموجودة في جنوب إفريقيا وضعت رسميا في لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض
ويتحمل الإنسان مسؤولية هذا الانخفاض. فالتلوث وموجات السياحة الجماعية تتسبب في إلحاق الضرر بالمناطق الساحلية التي يعيش فيها، ويؤدي إلى موت الحشائش التي يكمن فيها لاختيار طعامه من الكائنات البحرية الأخرى
ويحتل فرس البحر مكانة خاصة في الطب الصيني التقليدي حيث يعتقد بإمكان استخدامه كعلاج للربو والعجز الجنسي. وهو ما يجعله مطلبا للصيادين الذين يصطادون منه أعدادا هائلة ما يقرب من 20 مليون في كل عام
في الوقت نفسه يقبل السائحون على شراء مئات الآلاف منه كتذكارات، فيما يقوم تجار بحريون بأسره حيا لبيعه لهواة تربية أسماك الزينة
وفي حديقة حيوان لندن، من حيث انطلق هذا التحذير، يجري تنسيق برنامج دولي يطلق عليه اسم مشروع فرس البحر
ويقول الدكتور هيثر هول المسؤول عن البرنامج، إن توفير المزيد من المعلومات لفهم التركيب البيولوجي والبيئي لفرس البحر سيكون ضروريا لوقف هذا الانخفاض في أعداده
وحديقة حيوان لندن لديها برنامج ناجح لتربية أفراس البحر إلا أن بريان تسيمرمان المسؤول عن المتحف البحري يحذر من الصعوبة الشديدة التي تكتنف عمليات تربيته
فمثلا يحتاج الحيوان إلى تناول الطعام بصورة مستمرة لان جهازه الهضمي لا يحتوي على معدة كما أنه يصر على تناول غذائه من الكائنات الحية
ويشتري الكثيرون هذه الحيوانات من محلات الحيوانات الأليفة، على غير وعي منهم بهذه الجوانب الهامة في حياته، ثم يقفون مكتوفي الأيدي وهم يرونه يموت جوعا خلال أيام
ومن أهداف البرنامج زيادة وعي الناس والعمل مع ممارسي الطب الصيني للتوصل لبدائل عوضا عن صيد أفراس النهر، خاصة وأن القانون لا يجرم صيد هذه الحيوانات
ويحاول البرنامج إقناع السياح بأن هذه المخلوقات الجميلة ستكون أكثر جاذبية إذا عرضها حية في المتاحف البحرية بدلا من أن تنتهي بها التجارة في الأسواق إلى الموت