دراسة: المخاوف من الصناديق السيادية مبالغ فيها
نيويورك ـ رويترز: اظهرت دراسة حديثة صدرت يوم الجمعة أن المخاوف علي الامن القومي من استثمارات استراتيجية تقوم بها صناديق ادارة ثروات سيادية يبدو انها مبالغ فيها.
وأظهرت الدراسة التي اعدتها شركة مونيتور غروب الاستشارية أن اغلب استثمارات الصناديق السيادية يبدو انها تهدف الي تسريع التنمية الاقتصادية في الدولة المستضيفة للاستثمارات وليس السيطرة علي أصول استراتيجية او اقتصادية لتحقيق مآرب سياسية للدولة صاحبة الاستثمار.
ويأتي تقرير مونيتور غروب في وقت تتزايد فيه المخاوف الوطنية من تنامي النفوذ الاقتصادي للصناديق السيادية التي يقدر انها تسيطر علي نحو ثلاثة تريليونات دولار والتي أججتها الاختلالات التجارية مع الشركاء التجاريين الغربيين. وأظهرت الدراسة ان هذه الصناديق تحظي بنفوذ استثماري متصاعد بعد ان استثمرت 92 مليار دولار في مبادلات أسهم في عام 2007 بالمقارنة مع ثلاثة مليارات في عام 2000.
واثارت هذه الخطوات مخاوف من ان تصبح بعض هذه الصناديق أدوات للحكومات المالكة لها لشراء أصول اجنبية استراتيجية لتحقيق مآرب سياسية.
وقالت الدراسة التي شملت فحص ألف صفقة مع صناديق سيادية قيمتها 250 مليار دولار في الفترة من 1975 الي 2008 ان من السابق لاوانه تحديد ما اذا كانت الصناديق السيادية تشكل تهديدا للنظام العالمي القائم .
لكن الدراسة خلصت الي ان أغلب هذه الصناديق يبدو ان اهدافها مالية خالصة وان قلة منها مثل تلك المتمركزة في سنغافورة والامارات العربية المتحدة اجرت تعاملات لتسريع التنمية الاقتصادية في بلادها .
وقال وليام ميراكي وهو شريك رئيسي لمونيتور جروب الحوار العام بشأن هذا الموضوع طال امده عن مخاوف تستند الي تكهنات وتفتقر نسبيا الي حقائق... اعتقادنا ان الحديث والمخاوف فشأن ما يمكن أن تقوم به الصناديق مبالغ فيه .
وتأتي الدراسة بعد ان حصلت بنوك أمريكية واوروبية علي وجه الخصوص علي استثمارات بمليارات الدولارات من صناديق سيادية لدعم مراكزها المالية التي تضررت من استثمارات تتعلق بأزمة الرهون العقارية عالية المخاطر. وخلصت دراسة مونيتور غروب الي ان تعاملات البنوك هذه في الفترة الاخيرة كانت انتهاز للفرص وليست جزءا من تحرك اشمل لفرض نفوذ والسيطرة علي القطاع المصرفي.
وقالت الدراسة ان الصناديق السيادية بدلا من تشكل خطرا محتملا علي الامن القومي تتجنب القطاعات والصناعات الحساسة . لكن الدراسة توصلت الي ان الصناديق تتجه الي استثمارات ذات مخاطر أعلي بتحويل المزيد من الاصول الي أصول غير سائلة مثل شراء شركات وعقارات بدلا من استثمارات تقليدية مثل السندات الحكومية وغيرها من الاوراق المالية التي يسهل تسييلها .
وقال بيتر ماندلسون المفوض التجاري بالاتحاد الاوروبي ان تطبق الصناديق السيادية ميثاق شرف للحد من المخاوف من ان تستخدم استثماراتهم لاغراض سياسية. وكتب ماندليسون في صحية (وول ستريت جورنال) يقول احتمال ان تستخدم دولة استثماراتها لاغراض سياسية ضئيل للغاية لكن لان الدول المستقبلة للاستثمارات ليست واثقة تماما من قواعد اللعبة فانها لا تستبد هذا الاحتمال تماما .