البيئة البحرية للخليج العربي ومصادر تلوثها

البيئة البحرية للخليج العربي ومصادر تلوثها


يعتبر الخليج العربي بحرا قاريا او بحرا داخليا ضحلا حيث تغطي مياهه جزء من الرصيف القاري وهو يتصل بخليج عمان من ناحية الجنوب الشرقي عن طريق مضيق هرمز وبذلك فهو يمثل دراعا للمحيط الهندي يمتد في اليابسة باتجاه الشمال الغربي ليفصل بين شبه جزيرة العرب غربا وايران شرقا . ويبلغ طول ساحله العربي حوالي 1500 كلمتر متوسط عمقه 30 كيلومتر . كما يتراوح عرض الخليج بين 200-300 كيلومتر وبذلك فمساحته تبلغ حوالي 226.000 كلمتر مربع كما تقدر حجم المياه فيه بنحو 85.. كلمتر مكعب .

ونتيجة للموقع الجغرافي المتميز للخليج العربي فقد كان عبر التاريخ مركزا تجاريا وممرا مائيا عالميا بين المحيط الهندي والبحر المتوسط . حيث نشأت على ضفافه صناعة السفن ونشطت الموانئ التجارية وانتشرت مصايد الاسماك ومغاصات اللؤلؤ نظرا لتوافر الظروف المناخية والبحرية المناسبة لنموها وتكاثرها حيث تتميز مياه الخليج بانها صافية معتدلة الملوحة كما انها دافئة لوقوع الخليج في النطاق المداري ويتراوح متوسط درجة حرارة مياهه السطحية بين 3° مئوية صيفا و 20° شتاءا ولهذا نمت به الشعاب المرجانية التي تكثر في الاجزاء الضحلة من القاع امام السواحل الغربية . وتمثل هذه الشعاب المرجانية بيئة صالحة لتجمعات الاسماك وتكاثرها وتربية محار اللؤلؤ . كما تنمو في كثير من خلجانه واخواره انواع مختلفة من النباتات الملحية ذات الاهمية البيئية والاقتصادية مثل اشجار المانجروف او القرم . ومن الناحية الجيولوجية فقد تعرضت منطقة الخليج العربي لحركات ارضية قديمة نتج عنها التواءات وقباب متعددة شكلت مصايد بترولية هائلة يجري استخراجها من قاع الخليج بكميات كبيرة . ومن المعروف ان دول الخليج تمتلك اكثر من 50 بالمائة من مجموع الاحتياطي العالمي المؤكد من البترول . كما ان انتاجها يمثل حوالي 35 بالمائة من الانتاج العالمي .

والبيئة البحرية للخليج العربي غنية ومتجددة العطاء ذات موارد حيوية متنوعة وهامة . حيث تكثر في مياه الخليج العوالق والهائمات النباتية والحيوانية (البلانكتون) وهي كائنات دقيقة تمثل قاعدة السلسلة الغذائية في البحر وتتكون اساسا من الطحالب الدياتومات الدقيقة ويرقات الحيوانات البحرية المختلفة التي توفر غذاءا للاسماك والقشريات وغيرها من الكائنات البحرية التي يعج بها الخليج . كما يمثل الخليج بالنسبة لسكان الدول الصحراوية المطلة عليه بمثابة الرئة التي يتنفسون من خلالها لانتشار مناطق الترويح المتميزة بجمال الطبيعة . بالاضافة الى انه المحور الاقتصادي الذي يعتمدون عليه بشكل كبير خاصة كمصدر للثروة السمكيةالتي تعتبر من اهم مصادر الغذاء المحلية بالمنطقة وكذلك توفر ماء الشرب حيث ان اكثر من 95 بالمائة من مياه الشرب بالمنطقة تنتج من محطات تحلية المياه كما كان غواصوا اللؤلؤ يستغلون الينابيع البحرية العديدة في رحلاتهم الطويلة في الماضي .

ومع تزايد الانشطة الصناعية والاقتصادية والعمرانية التي شهدتها دول منطقة الخليج العربي فقد اصبحت البيئة البحرية معرضة للتلوث من مصادر متعددة اهمها :

× مخلفات المصانع ونفاياتها التي يحتوي بعضها على مواد مشعة .

× انابيب صرف المياه الساخنة من محطات توليد القوى الساحلية والمصانع التي تعتمد على مياه الخليج في عمليات التبريد .

×المخلفات العمرانية ومياه المجاري والصرف الصحي من المدن الساحلية .

×نواتج اعمال الحفر لانشاء الموانئ والارصفة البحرية وتوسيع القنوات الملاحية وبناء السفن وطلائها واصلاحها .

× مخلفات عمليات الحفر والتنقيب واستخراج البترول من الحقول البحرية وشحنها في موانئ التصدير .

×مخلفات مصافي البترول ومصانع البتروكيماويات الساحلية .

× حوادث الانسكاب النفطي وناقلات البترول الكيماوية .

× حوادث الانسكاب النفطي بالخليج الناتجة عن انفجار الابار البحرية او انفجار خطوط الانابيب التي تنقل النفط .

منقول